انا والمطر
حكاية طويلة ورواية مستحيلة
حكاية حب لا تنتهي
ورواية جراح لا تنطوي
انا والمطر
قصة رجل مهزوم ملئية بالعذاب والهموم
كم تمنيت ان احب وعندما خيٌل لي اني احببت
سرت إليها
واعترفت بحبي لها فصمتت ارادت ان تقول احبك فقالت لنبقى اصدقاء
فالحب يا صديقي نهايته الم وفراق
وبيني وبينك حدود ومسافات
ولو عشنا حياتنا مرتين مستحيل ان تأتي ساعة اللقاء
فلتبقى انت كما انت وابقى انا كما انا
ونحافظ على البقاء فكل قصص الحب كذب وهراء
أيها المطر ....
إن متُ فلي عندك وصية أقرع باب كل صبية وقل لها :
صاحبي قد مات ودفنته أحزانه بالحياة ومزقت روحه وأحرقت كل الذكريات
صاحبي كان شاعر وقد أعتزل الكتابة فلا تتكلمي عليه بسوء في غيابه
ورجائي بك أيها المطر لا تقول لمحبوبتي أني كاذب
أيها المطر إن جاءت غرام تسأل عن فتى كئيب فقل لها :
أني كنت أحلم أن أمسك يداها
أني كنت أحلم أن ألثم شفتاها
أني كنت أحلم أن أرى عيناها
قل لها : كم كنت أتمنى أن أسير أنا وهي تحت المطر في شارع قلبي الحزين
لانسى ولو للحظة مرارة الأيام والسنين
وألثم شفتاها وأقدم لها الورود والياسمين
كم كنت أحلم ولم يبقى من حلمي شيء
ولكني ألان قررت الرحيل فليس لدي بديل
سأمزق أشعاري وأحرق كل ذكرياتي
وأنسى من أنا
فأنا ما أنا سوى حرف كتُب على سطور الأيام
سأنهي بيدي حفلة العذاب التي بدأت بها
وأنسى كل شيء فأنا لا أريد في الحياة شيء
أنا والمطر قصة النهاية
خليفة نزار قباني