كلمات خالدة ومضيئة في سماء التاريخ الإسلامي
في هذه الكلمات القادمة أذكر لحضراتكم بعض من أقوال الأبطال المجاهدين
الذين فتح الله على أيديهم أكثر بلدان الأرض وذل الله بهم المتجبرين
والقياصرة والأكاسرة وأعز الله بهم الإسلام وأهله وملئوا الدنيا خيرا
وعدلا ووالله مهما كتبنا من كلمات فتعجز عن وصف هذه البطولات الخالدة
ووالله لو استطعت أن أكتب هذه الكلمات بماء الذهب لفعلت ووالله لم أشعر
بمعنى العزة إلا عندما أكرمني الله بمطالعه التاريخ الإسلامي وكيف كان حال
أجدادنا الأبطال المجاهدين رحمهم الله رحمه واسعة .
*بسم اللّه الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى ملوك فارس أما بعد فالحمد
للّه الذي حلّ نظامكم ووهَن كيدكم وفرق كلمتكم ولو لم يفعل ذلك بكم كان
شرًا لكم فادخلوا في أمرنا ندعكم وأرضكم ونجوزكم إلى غيركم وإلا كان ذلك
وأنتم كارهون على أيدي قوم يحبون الموت كما تحبون الحياة
*عقبه بن نافع الفهري القائد الإسلامي الشهير يذكر له التاريخ أنه قام
بفتح الشمال الافريقى من مدينه طرابلس إلى أن وصل إلى مدينه ماليان على
حدود البحر المحيط وعندما رأى البحر المحيط وقف أمامه وقال
( يا رب لولا هذا البحر لمضيت في البلاد مجاهدا في سبيلك ثم قال اللهم
اشهد إني قد بلغت المجهود ولولا هذا البحر لمضيت مجاهدا في البلاد أقاتل
من كفر بك حتى لا يعبد أحد من دونك )
تأمل هذه العبارات المشحونة بحب الله ورسوله وبروح المعاني الجهادية
وبحرارة الشهادة وحيوية عبودية الله سبحانه وتعالى وتوحيده فقد استشهد
قائدنا عقبه بن نافع رضي الله عنه بعدما قال هذه الكلمة التي تكتب بماء من
ذهب وهو حينذاك ينظر إلى المحيط الأطلسي .
*زهير بن قيس البلوى صاحب معركة ممس الشهيرة والتي ذكرناها سابقا حينما
أكرمه الله بالنصر وإخضاع سائر البلاد تحت حكمه فرأي في إفريقيه ملكاً
عظيماً فأبي أنم يقيم بها وقال
(إني ما قدمت إلا للجهاد وأخاف أن أميل إلى الدنيا فأهلك )
أحبتي في الله أليست هذه العبارة هي سبب ما وصلنا إليه من ذل وهوان فأخشى
والله أن الله قد ألقى في قلوبنا الوهن كما أخبر المصطفي صلى الله عليه
وسلم
* موسى بن نصير اللخمي حينما أراد أن يتوغل بالمسلمين لمزيد من الفتوحات شق على الناس ذلك فقال
(أما والله لو انقادوا إلى لقدتهم إلى رومية "روما" ثم يفتحها الله على يدي إن شاء الله )
فكان موسى بن نصير رضي الله عنه يريد أن يأتي ا لمشرق من ناحية
القسطنطينية ويتجاوز إلى الشام دروبه ودروب الأندلس ويخوض إلية ما بينهما
من أمم الأعاجم النصرانية مجاهدا فيهم مستلحما لهم إلى أن يلحق بدار
ألخلافه .فقد كان رحمه الله بناء على هذا القول يريد أن يفتح دول أوروبا
إلى أن يصل إلى تركيا ومن تركيا إلى بلاد الشام ومن بلاد الشام إلى أقصى
المغرب العربي ومن المغرب إلى الأندلس.
وأنا احتسب عند الله هذه النية فهو ولى ذلك والقادر عليه
طارق بن زياد وحينما أخبرة موسى أن الوليد بن عبد الملك منحه الأندلس فلم
يغتر بهذا المنصب الزائل وقال له كلمات سطرها التاريخ كأروع ما يكون فقال
له
(أيها الأمير والله لا أرجع عن قصدي هذا ما لم أنته إلى البحر المحيط أخوض فيه بفرسي )
وأختم بكلمات القائد الفاتح محمد الفاتح فاتح القسطنطينية
إن كثيرا من المواقف التي سجلت في تاريخ الفاتح تدلنا على عمق إخلاصه لدينه وعقيدته في أشعاره ومناجاته لربه سبحانه وتعالى حيث يقول
نيتي : امتثالي لأمر الله (وجاهدوا في سبيله )
وحماسي : بذل الجهد لخدمه ديني. دين الله
عزمي : أن أقهر أهل الكفر جميعا بجنودي. جند الله
وتفكيري : منصب على الفتح. على النصر. على الفوز بلطف الله
بهذه الكلمات أختم هذا الفصل حيث أنني لم أجد من الكلمات ما أعلق به على
هذه الكلمات لا ليست كلمات بل دستور وإن شئت قل منهج حياة وأترك لكل من
يقرأ